داء باركنسون
يعد داء باركنسون من الحالات التنكسية المرتبطة بالعمر التي تصيب الدماغ، مما يعني أنه يتسبب في تدهور أجزاء من الدماغك، ومن أعراض هذا الداء بطء الحركة، والرعشة، ومشاكل التوازن والكثير غير ذلك. يكون في معظم الحالات مجهول السبب، إلا أن العامل الوراثي يلعب دوراً في ذلك.
يعد هذا الداء من الأمراض غير قابلة للشفاء، ولكن هناك العديد من خيارات العلاج المطروحة
يسبب هذا الداء مع مرور الوقت أعرضاً أكثر خطورة، فعلاوة عن التأثيرات التي تحدث على سوية العضلات وما ينتج عنها من خلل في التوازن والحركة، يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات واسعة أخرى على حواسك وقدرتك على التفكير والصحة العقلية وغير ذلك.
يزداد خطر الإصابة بمرض باركنسون بشكل طبيعي مع التقدم في السن، ويبلغ متوسط العمر الذي يبدأ فيه المرض 60 عاماً، وهو أكثر شيوعاً لدى الرجال والأشخاص الذين تم تحديدهم كذكور عند الولادة (AMAB) مقارنة بالنساء والأشخاص الذين تم تحديدهم كإناث عند الولادة (AFAB).
في الوقت الذي نجد فيه أن داء باركنسون يرتبط عادةً بالعمر، إلا أنه يمكن أن يحدث لدى البالغين الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً (وهذا أمر نادر للغاية، وغالباً ما يكون لدى هؤلاء أحد الوالدين أو أخ شقيق أو طفل مصاب بالحالة عينها).
ما مدى شيوع هذه الحالة؟
يعد داء باركنسون شائع جداً، ويحتل المرتبة الثانية بين أمراض الدماغ التنكسية المرتبطة بالعمر، وهو أيضاً أكثر أمراض الدماغ الحركية شيوعاً، ويقدر الخبراء أنه يؤثر على ما لا يقل عن 1٪ من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً في جميع أنحاء العالم.
كيف يؤثر هذا الداء على الجسم؟
يتسبب مرض باركنسون في تدهور منطقة معينة من الدماغ تدعى العقد القاعدية، ومع تدهور هذه المنطقة، ستفقد القدرات التي كانت تسيطر عليها سابقاً.
اكتشف الباحثون أن مرض باركنسون يسبب تحولاً كبيراً في كيمياء الدماغ
ففي الظروف العادية، يستخدم دماغك مواد كيميائية تُعرف باسم النواقل العصبية للتحكم في كيفية تواصل خلايا دماغك فيما بينها، وعندما تكون مصاباً بمرض باركنسون، لن يكون لديك ما يكفي من الدوبامين، وهو أحد أهم النواقل العصبية.
عندما يطلق دماغك الأمر الحركي عبر العصبونات إلى عضلاتك، فإنه يقوم بذلك عبر الخلايا التي تصطنع الناقل العصبي الدوبامين، ولهذا السبب يؤدي نقص الدوبامين إلى تباطؤ الحركات والارتعاش والتي تعد من أوضح أعراض مرض باركنسون.
ومع تقدم سير المرض، تتوسع الأعراض لتؤثر غالبا في المراحل اللاحقة من المرض على كيفية عمل الدماغ، مما يسبب أعراضاً تشبه أعراض الخرف والاكتئاب.
ما هي أعراض داء باركنسون؟
تشمل الأعراض الأكثر شهرة لمرض باركنسون فقدان السيطرة على العضلات، ومع ذلك يدرك الخبراء الآن أن المشكلات المتعلقة بالتحكم في العضلات ليست هي الأعراض المحتملة الوحيدة لمرض باركنسون فقط.
أعراض المرض المرتبطة بالحركة
تشمل الأعراض الحركية لمرض باركنسون ما يلي:
بطء الحركة، يتطلب تشخيص مرض باركنسون أن يكون لديك هذا العرض، وتجد أن الأشخاص المصابين به يصفونه على أنه ضعف في العضلات، وليس فقداناً فعلياً للقوة.
رعشة العضلات، يتمثل باهتزاز إيقاعي للعضلات حتى عند عدم استخدامها، ويحدث في حوالي 80% من حالات مرض باركنسون. تختلف الارتعاشات أثناء الراحة عن الارتعاشات الأساسية وهو ما لا يحدث عادة عندما تكون العضلات في حالة راحة.
الصلابة، تعد الصلابة من الأعراض الشائعة لمرض باركنسون، وتعبر عن التشنج الذي يرافق الرعشة ما يجعل الحركات أقل انسيابية
تخلخل المشي وعدم الاستقرار، تتسبب الحركات البطيئة والتصلب في مرض باركنسون في الشكل المنحني الذي يظهر على المريض عادة، ويكون هذا عادةً مع تفاقم المرض، فتجد أن المريض يستخدم خطوات أقصر ويحرك ذراعيه بشكل أقل من المعتاد، وقد يستغرق الدوران أثناء المشي خطوات عدة.
يمكن أن تشمل الأعراض الحركية الإضافية ما يلي:
يرمش المريض بشكل أقل من المعتاد، وهذا أيضاً أحد أعراض انخفاض التحكم في عضلات الوجه.
ضعف القدرة على الكتابة، ويعرف هذا باسم micrographia، ويكون بسبب مشاكل في التحكم في العضلات.
سيلان اللعاب، من الأعراض الأخرى التي تحدث بسبب فقدان السيطرة على عضلات الوجه.
تعبيرات وجه تشبه القناع، وهذا يعني أن تعابير الوجه تتغير قليلاً جداً أو لا تتغير على الإطلاق.
صعوبة في البلع (عسر البلع)، يحدث هذا مع انخفاض التحكم في عضلات الحلق، ويزيد خطر حدوث مشاكل مثل الالتهاب الرئوي أو الاختناق.
نعومة الصوت (نقص الصوت)، يحدث هذا بسبب انخفاض التحكم في عضلات الفم والحلق والحبال الصوتية
أعراض غير حركية
هناك العديد من الأعراض المحتملة التي لا ترتبط بالحركة والتحكم في العضلات. اعتقد الخبراء في السنوات الماضية أن الأعراض غير الحركية كانت عوامل خطر لهذا المرض عند ظهورها قبل ظهور الأعراض الحركية، ومع ذلك هناك قدر متزايد من الأدلة على أن هذه الأعراض يمكن أن تظهر في المراحل الأولى من المرض، وهذا يعني أن هذه الأعراض قد تكون علامات تحذيرية تبدأ قبل سنوات أو حتى عقود من ظهور الأعراض الحركية
تشمل الأعراض غير الحركية ما يلي:
أعراض الجهاز العصبي اللاإرادي: وتشمل هذه الحالات انخفاض ضغط الدم الانتصابي (انخفاض ضغط الدم عند الوقوف)، والإمساك، ومشاكل الجهاز الهضمي، وسلس البول، والاختلالات الجنسية.
اكتئاب.
مشاكل النوم مثل اضطراب حركة الأطراف الدورية (PLMD)، اضطراب سلوك حركة العين السريعة (REM) ومتلازمة تململ الساقين.
صعوبة في التفكير والتركيز (الخرف المرتبط بمرض باركنسون).مراحل مرض باركنسون
يمكن أن يستغرق مرض باركنسون سنوات أو حتى عقوداً لإحداث آثار خطرة، في عام 1967، أنشأ خبيران هما (مارغريت هوهن وملفين ياهر)، نظام تحديد مراحل مرض باركنسون. لم يعد نظام التدرج هذا مستخدماً على نطاق واسع لأن تصنيف هذه الحالة أقل فائدة من تحديد كيفية تأثيرها على حياة كل شخص على حدة ومن ثم معالجتها وفقاً لذلك.
يعد مقياس تصنيف مرض باركنسون الموحد التابع لجمعية اضطرابات الحركة (MDS-UPDRS) الأداة الرئيسية لمقدمي الرعاية الصحية لتصنيف هذا المرض، يفحص MDS-UPDRS أربعة مجالات مختلفة لكيفية تأثير مرض باركنسون عليك:
الجزء الأول ويتضمن الجوانب غير الحركية لمجالات الحياة اليومية. كالخرف والاكتئاب والقلق وغيرها من المشكلات المتعلقة بالقدرة العقلية والصحة العقلية، كما أنه يطرح أسئلة حول الألم، والإمساك، وسلس البول، والتعب، وما إلى ذلك.
الجزء الثاني ويشمل الجوانب الحركية لنشاطات الحياة اليومية. يغطي هذا الجزء التأثيرات على المهام والقدرات المتعلقة بالحركة، ويشمل ذلك قدرتك على التحدث والأكل والمضغ والبلع وارتداء الملابس والاستحمام، والسؤال عن المعاناة من الرعشات وغير ذلك.
الجزء الثالث ويشمل اختبارات الأعصاب المحركة، ويستخدم مقدم الرعاية الصحية هذا الاختبار لتحديد التأثيرات المرتبطة بالحركة لمرض باركنسون، حيث تقاس النتائج بناءً على طريقة الحديث، وتعبيرات الوجه، والتصلب، وطريقة المشي وسرعته، والتوازن، وسرعة الحركة، والرعشة، وما إلى ذلك.
الجزء الرابع ويشمل المضاعفات الحركية، ويتضمن هذا الجزء قيام الطبيب بتحديد مدى تأثير أعراض مرض باركنسون على حياتك، وهذا يتضمن مقدار الوقت الذي تعاني فيه من أعراض معينة كل يوم، وما إذا كانت تلك الأعراض تؤثر على كيفية قضاء وقتك أم لا.
ما الذي يسبب هذا الداء؟
على الرغم من وجود العديد من عوامل الخطر المعروفة لمرض باركنسون، مثل التعرض للمبيدات الحشرية، إلا أن الأسباب المؤكدة الوحيدة لمرض باركنسون في الوقت الحالي هي أسباب وراثية، وعندما لا يكون مرض باركنسون وراثياً، يصنفه الخبراء على أنه "مجهول السبب" (هذا المصطلح يأتي من اليونانية ويعني "مرض بحد ذاته"). وهذا يعني أنهم لا يعرفون بالضبط سبب حدوث ذلك.
داء باركنسون العائلي
يمكن أن يكون لمرض باركنسون سبب عائلي، مما يعني أنك يمكن أن ترثه من أحد والديك أو كليهما، ومع ذلك فإن هذا لا يشكل سوى حوالي 10٪ من جميع الحالات.
ربط الخبراء ما لا يقل عن سبعة جينات مختلفة بمرض باركنسون، وكانت ثلاثة منها مرتبطة بالبداية المبكرة للحالة (أي في سن أصغر من المعتاد)، كما تسبب بعض الطفرات الجينية سمات فريدة ومميزة.
داء باركنسون مجهول السبب
يعتقد الخبراء أن مرض باركنسون مجهول السبب يحدث بسبب مشاكل في كيفية استخدام جسمك لبروتين يسمى α-synuclein (alpha sy-nu-clee-in). وهذه البروتينات عبارة عن جزيئات كيميائية لها شكل محدد للغاية، قد يحدث خلل في الشكل على سوية بعضها وهذا يعرف باسم اختلال البروتين، وهنا لا يستطيع جسمك استخدامها أو تفكيكها.
لا تجد إذن هذه البروتينات مكاناً تذهب إليه، فتتراكم في أماكن مختلفة أو في خلايا معينة (تسمى تشابكات أو كتل وتدعى هذه البروتينات أجسام ليوي). يؤدي تراكم أجسام ليوي هذه (وهو ما لا يحدث مع بعض المشاكل الوراثية التي تسبب مرض باركنسون) إلى تأثيرات سامة وتلف الخلايا.
يعد اختلال البروتين أمراً شائعاً في العديد من الاضطرابات الأخرى، مثل مرض الزهايمر، ومرض هنتنغتون، والأشكال المتعددة من الداء النشواني والكثيرغيرذلك.
مرض باركنسون المستحث
قم الخبراء بربط أسباب معينة بمرض باركنسون، وعلى الرغم أن هذه الأسباب ليست المسببة لمرض باركنسون الحقيقي، إلا أن لها سمات مشابهة، وقد يأخذ مقدمو الرعاية الصحية هذه الأسباب في الاعتبار أثناء تشخيص مرض باركنسون.
الأسباب المحتملة هي:
الأدوية: هناك العديد من الأدوية التي يمكن أن تسبب تأثيراً مشابهاً لمرض باركنسون، وغالباً ما تكون التأثيرات المشابهة لمرض باركنسون مؤقتة ، تزول عند التوقف عن تناول الدواء الذي سببها. ومع ذلك يمكن أن تستمر الآثار لأسابيع أو حتى أشهر بعد التوقف عن تناول الدواء.
التهاب الدماغ: يمكن أن يسبب التهاب الدماغ، مرض باركنسون في بعض الأحيان.
السموم: يمكن أن يؤدي التعرض لمواد عدة، مثل غبار المنغنيز وأول أكسيد الكربون والأبخرة الناتجة عن اللحام أو بعض المبيدات الحشرية، إلى الإصابة بمرض باركنسون.
الأضرار الناجمة عن الإصابات: يمكن لإصابات الرأس المتكررة، مثل تلك الناتجة عن الرياضات عالية التأثير أو الاحتكاك مثل الملاكمة وكرة القدم والهوكي وما إلى ذلك، يمكن أن تسبب تلفاً في الدماغ، إن المصطلح الذي يطلق على هذه الحالة هو "مرض باركنسون ما بعد الصدمة".
كيف يتم تشخيصه؟
يتم تشخيص مرض باركنسون سريرياً، مما يعني أنه يعتمد بشكل كبير على مقدم الرعاية الصحية الذي يقوم بفحص الأعراض، وطرح الأسئلة ومراجعة تاريخك الطبي. ومن الممكن إجراء بعض الاختبارات التشخيصية والمخبرية، وعادةً ما تكون هناك حاجة إليها لاستبعاد حالات أخرى أو أسباب معينة.
ما هي الاختبارات التي سيتم إجراؤها لتشخيص هذه المرض؟
عندما يشتبه مقدمو الرعاية الصحية في مرض باركنسون أو يحتاجون إلى استبعاد الحالات الأخرى، فمن الممكن إجراء اختبارات تصوير وتشخيص مختلفة وتشمل:
اختبارات الدم (يمكن أن تساعد في استبعاد أشكال أخرى من مرض باركنسون).
التصوير المقطعي المحوسب (CT).
الاختبارات الجينية.
التصوير بالرنين المغناطيسي
التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
يمكن استخدام الاختبارات الجديدة أيضاً
وجد الباحثون طرقاً ممكنةً أخرى لاختبار المؤشرات المحتملة لمرض باركنسون. تشمل اختبارين يتضمن كل منهما بروتين ألفا سينوكلين ولكن يتم اختباره بطرق جديدة وغير عادية. وعلى الرغم أن هذه الاختبارات لا يمكنها إخبارك بالحالات التي تعاني منها بسبب بروتينات ألفا سينوكلين غير المطوية، إلا أن هذه المعلومات لا تزال تساعد مقدم الخدمة على إجراء التشخيص.
يستخدم الاختباران الطرق التالية.
البزل الشوكي: يبحث أحد هذه الاختبارات عن بروتينات ألفا سينوكلين غير المطوية في السائل الشوكي، وهو السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي، ويتضمن هذا الاختبار البزل الشوكي (البزل القطني)، حيث يقوم مقدم الرعاية الصحية بإدخال إبرة في القناة الشوكية لجمع بعض السائل النخاعي للاختبار.
خزعة الجلد: اختبار آخر يتضمن خزعة من الأنسجة العصبية السطحية، تتضمن الخزعة جمع عينة صغيرة من الجلد، بما في ذلك الأعصاب الموجودة في الجلد، تؤخذ العينات من مكان على ظهرك ومكانين آخرين على ساقك. يمكن أن يساعد تحليل العينات في تحديد ما إذا كان بروتين ألفا سينوكلين يعاني من نوع معين من الخلل الذي قد يزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون.
هل هناك علاج لهذا الداء وما هو؟
حتى الوقت الحالي، يمكن عد مرض باركنسون مرضاً ليس قابلاً للشفاء، ولكن هناك طرق متعددة لإدارة أعراضه. يمكن أن تختلف العلاجات أيضاً من شخص لآخر، اعتماداً على الأعراض المحددة ومدى نجاح علاجات معينة، وتكون الأدوية هي الطريقة الأساسية لعلاج هذه الحالة.
خيار العلاج الثانوي ويكون بإجراء عملية جراحية لزرع جهاز يوصل تياراً كهربائياً خفيفاً إلى جزء من دماغك (يُعرف هذا باسم التحفيز العميق للدماغ). وهناك أيضاً بعض الخيارات التجريبية، مثل العلاجات المعتمدة على الخلايا الجذعية، قليلة التوافر، لذا لا تعد خياراً للأشخاص المصابين بمرض باركنسون.
ما هي الأدوية والعلاجات المستخدمة؟
تنقسم العلاجات الدوائية لمرض باركنسون إلى فئتين: العلاجات المباشرة وعلاجات الأعراض. تستهدف العلاجات المباشرة مرض باركنسون نفسه. أما علاجات الأعراض فتعالج فقط تأثيرات معينة للمرض.
الأدوية
إن الأدوية المستخدمة في سياق مرض باركنسون تعتمد على الأرجح على واحد مما يلي:
إضافة الدوبامين، يمكن للأدوية مثل ليفودوبا أن تزيد من مستويات الدوبامين المتوفرة في دماغك. يكون هذا الدواء فعالاً على الدوام تقريباً، وعندما لا يفعل ذلك، فهذا يؤشر عادةً إلى شكل آخر من أشكال مرض باركنسون. يؤدي استخدام الليفودوبا على المدى الطويل في النهاية إلى آثار جانبية تجعله أقل فعالية.
منبهات الدوبامين او مماثلات الدوبامين، وهي أدوية لها تأثير يشبه الدوبامين. يمكن لمماثلات الدوبامين أن ترتبط بالخلايا وتجعلها تتصرف بنفس الطريقة، وهذه الطريقة أكثر شيوعاً عند المرضى الأصغر سناً تستخدم لتأخير بدء تناول ليفودوبا
حاصرات استقلاب الدوبامين، يقوم جسمك بعمليات طبيعية لتحطيم الناقلات العصبية مثل الدوبامين، تسمح الأدوية التي تمنع جسمك من تفكيك الدوبامين ببقاءه متاحاً لفترة أطول، وهذا يجعلها مفيدة بشكل خاص في وقت مبكر ويمكن أن تساعد أيضًا عند دمجها مع الليفودوبا في المراحل اللاحقة من مرض باركنسون.
مثبطات استقلاب الليفودوبا، تعمل هذه الأدوية على إبطاء عملية معالجة جسمك للليفودوبا، مما يساعده على البقاء لفترة أطول. قد تحتاج هذه الأدوية إلى استخدام دقيق لأنه قد يكون لها تأثيرات سامة وقد تؤدي إلى تلف الكبد. يتم استخدامها غالباً عندما يصبح الليفودوبا أقل فعالية.
حاصرات الأدينوزين، تفيد الأدوية التي تمنع خلايا معينة من استخدام الأدينوزين (جزيء يستخدم بأشكال مختلفة في جميع أنحاء الجسم) في دعم الليفودوبا عندما تستخدم معه جنباً إلى جنب.
تعالج العديد من الأدوية أعراضاً محددة لمرض باركنسون. غالباً ما تشمل الأعراض التي يتم علاجها ما يلي:
الضعف الجنسي والانتصاب.
التعب أو النعاس.
الإمساك.
مشاكل النوم.
الاكتئاب.
الخَرَف.
القلق.
الهلوسة وأعراض الذهان الأخرى.
التحفيز العميق للدماغ
كانت الجراحة في السنوات الماضية خياراً لإزالة التندب من بعض أجزاء الدماغ الذي كان يعاني من خلل وظيفي بسبب مرض باركنسون.
أما الآن أصبح العلاج ممكناً باستخدام التحفيز العميق للدماغ، والذي يستخدم جهازاً مزروعاً لتوصيل تيار كهربائي خفيف إلى تلك المناطق نفسها.
تكمن الميزة الرئيسية في التحفيز العميق للدماغ بأنها عكوسة، في حين أن الضرر الناجم عن الندوب ليس كذلك. يعد هذا النهج العلاجي دائماً خياراً متاحاً في المراحل اللاحقة من مرض باركنسون عندما يصبح العلاج بالليفودوبا أقل فعالية، وفي الأشخاص الذين يعانون من الرعاش الذي لا يبدو أنه يستجيب للأدوية المعتادة.
العلاجات التجريبية
يستكشف الباحثون علاجات أخرى محتملة يمكن أن تساعد في علاج مرض باركنسون على الرغم أنها ليست متاحة على نطاق واسع، إلا أنها توفر الأمل للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة.
تشمل بعض طرق العلاج التجريبية:
زرع الخلايا الجذعية: تحل هذه الخلايا العصبية الجديدة مكان القديمة لتتولى مهمة إنتاج الدوبامين
علاجات إصلاح الخلايا العصبية: تحاول هذه العلاجات إصلاح الخلايا العصبية التالفة وتحفيز تكوين خلايا عصبية جديدة.
العلاجات الجينية والعلاجات المستهدفة للجينات: تستهدف هذه العلاجات طفرات محددة تسبب مرض باركنسون، كما يعزز بعضها أيضاً فعالية الليفودوبا أو العلاجات الأخرى.
المضاعفات أو الآثار الجانبية المحتملة مع العلاج
تعتمد المضاعفات والآثار الجانبية التي تحدث مع علاجات مرض باركنسون على العلاجات نفسها وشدة الحالة، والمشاكلات الصحية الأخرى لديك. يعد مقدم الرعاية الصحية الخاص بك الأفضل ليخبرك المزيد عن الآثار الجانبية والمضاعفات المحتملة التي قد تواجهها.
المزيد عن ليفودوبا
غالباً ما يتم دمج ليفودوبا مع أدوية أخرى لمنع جسمك من معالجته قبل دخوله إلى دماغك ويساعد ذلك على تجنب الآثار الجانبية الأخرى للدوبامين، وخاصة الغثيان والقيء وانخفاض ضغط الدم عند الوقوف (انخفاض ضغط الدم الانتصابي).
تتغير مع مرور الوقت الطريقة التي يستخدم بها جسمك الليفودوبا، ويمكن أن يفقد الليفودوبا فعاليته أيضاً. ويمكن حينها زيادة الجرعة للاستفادة منه، ولكن هذا يزيد من فرص وشدة الآثار الجانبية، هذا ويمكن أن ترفع الجرعة إلى الحد الذي لاتصل فيه إلى مستويات سامة.
متى سأشعر بالتحسن بعد العلاج، وكم من الوقت سيستغرق التعافي؟
يعتمد الوقت المستغرق للتعافي ورؤية آثار علاجات مرض باركنسون بشدة على نوع العلاج وشدة الحالة وعوامل أخرى
هل يعد داء باركنسون مميتاً؟
لا، إن داء باركنسون ليس قاتلاً في حد ذاته، ولكنه يمكن أن يساهم في حالات أو مشاكل أخرى تكون قاتلة في بعض الأحيان.
مكافحة مرض باركنسون بالتمارين الرياضية والنظام الغذائي:
إن بذل الجهد للبقاء بصحة جيدة وقوة هو أمر أساسي لكل شخص مصاب بمرض باركنسون. أظهرت الأبحاث أن اتباع بعض التعديلات في نمط الحياة يمكن أن يساعد على تحقيق هدفين مهمين:
السيطرة على الأعراض بشكل أفضل.
إبطاء سير الحالة.
يمكن لتعديلات النظام الغذائي والتركيز على التمارين الرياضية أن:
تبقيك أكثر صحة لفترة أطول.
تساعدك على تجنب الأعراض الثانوية لمرض باركنسون، مثل الإمساك.
تحسين الحركة والتوازن.
تعزيز نوعية حياتك بشكل عام.
دور النظام الغذائي
إن اتباع نظام غذائي متوازن يحسن الصحة العامة ويعزز قدرتك على التعامل مع أعراض المرض. يعد تناول الأطعمة الكاملة، مثل الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والفاصولياء والبقوليات والحبوب الكاملة والحفاظ على مستويات صحية من إماهة الجسم (مستويات صحية من الماء)، من الطرق الرئيسية للبقاء نشيطاً وصحياً بشكل عام.
الإمساك: يعاني العديد من مرضى باركنسون من الإمساك بسبب تباطؤ الجهاز الهضمي. يمكن تقليل الإمساك باتباع نظام غذائي غني بالألياف من مصادر مثل الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والخضروات والبقوليات وخبز الحبوب الكاملة والحبوب. يعد شرب الكثير من السوائل وممارسة الرياضة أمران هامان يساعدان على تجنب الإمساك.
الجفاف: يمكن للأدوية التي تعالج مرض باركنسون أن تسبب لك الجفاف، وهذا لا يجعلك أكثر تعباً فحسب، بل يمكن أن يؤدي أيضاً مع مرور الوقت إلى الارتباك ومشاكل التوازن والضعف ومشاكل في الكلى.
التفاعل الدوائي: يتم امتصاص الدواء الأكثر استخداماً لعلاج مرض باركنسون (كاربيدوبا-ليفودوبا) في الأمعاء الدقيقة، ويمكن أن يتعطل هذا الامتصاص إذا تم تناول الدواء بعد وقت قصير من تناول وجبة غنية بالبروتين
يمكن المساعدة في تحقيق أقصى قدر من تأثيرات الدواء عبر الفصل بين وقتي التناول، إذ يمكن تناول الدواء صباحاً ويتم تناول البروتين في وقت لاحق من اليوم.
دور التمرين
تقول دينيس باديلا ديفيدسون، أخصائية العلاج الطبيعي بجامعة جونز هوبكنز التي تعمل مع المرضى المصابين بمرض باركنسون، أن التمارين الرياضية يمكن أن يكون لها أكبر الأثر على مسار مرضك. وتقول: "إن الحركة، وخاصة التمارين التي تشجع التوازن والأنماط المتبادلة [الحركات التي تتطلب التنسيق بين جانبي الجسم]، يمكن أن تؤدي في الواقع إلى إبطاء تطور المرض".
فوائد التمارين الرياضية المدروسة في سياق علاج داء باركنسون
زيادة ضخ الدم في قلبك: تظهر العديد من أعراض مرض باركنسون التي تحد من القدرة البدنية، مثل ضعف المشية، ومشاكل التوازن والقوة، وقوة الإمساك بالأشياء، والتنسيق الحركي، تحسناً من خلال ممارسة تمارين القلب والأوعية الدموية بانتظام. وجدت مراجعة للدراسات التي أجريت على التدريب على جهاز المشي أن تمارين المشي المنتظمة ساعدت على زيادة سرعة المشي الطبيعية وإطالة طول الخطوة، والتي تميل إلى القصر مع مرض باركنسون.
الحفاظ على العضلات: مع ظهور الأعراض الحركية لمرض باركنسون، مثل المشية البطيئة أو الارتعاش، قد يصبح المرضى خائفين من فقدان توازنهم وسقوطهم او إسقاط الأشياء، مما يؤدي إلى الحذر الزائد والخوف والذي يؤدي بدوره إلى نمط حياة خامل. يؤكد الخبراء أن التمارين الرياضية الرسمية تساعد في الحفاظ على نشاط المرضى وصحتهم، وتظهر الأبحاث أيضاً أن النشاط البدني التقليدي قد يكون بنفس أهمية الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو أكثر. تساعد الأنشطة اليومية الروتينية، كغسل الأطباق، وطي الغسيل، وأعمال المنزل عموماً، والتسوق على تأخير انحطاط الأعراض الحركية.
تدريب الدماغ: قد تساعد ممارسة التمارين الرياضية الدماغ في الحفاظ على المرونة العصبية، وهي القدرة على الحفاظ على الاتصالات القديمة وتشكيل اتصالات جديدة بين الخلايا العصبية في دماغك.
يقول باديلا ديفيدسون: "إن المرونة العصبية الناتجة عن ممارسة التمارين الرياضية لدى المرضى المصابين بمرض باركنسون قد تفوق في الواقع آثار التنكس العصبي".
شاهد المقابلات التلفزيونية التي تعنى بالتغذية كاملة هنا
كيف أستطيع الحصول على خطة غذائية؟
اضغط على أيقونة الواتس آب الطافية أمامك وتواصل مع فريق الدعم
ملاحظة : البرنامج الغذائي الذي سيتوافر على منصات التحميل قيد التطوير لذا سيتم إرسال البرامج الغذائية عن طريق الواتس آب في الوقت الراهن